أطلق ائتلاف المؤسّسات الأهليّة الزراعيّة الفلسطينيّة (PAIC) والذي يشمل في عضويّته ستّ مؤسسات أهلية غير حكوميّة فلسطينية بيئيّة ومناخية وزراعية مهتمّة في الموارد الطبيعيّة وإدارتها وهي: جمعية التنمية الزّراعية (PARC)، اتحاد لجان العمل الزراعي (UAWC)، مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين (PHG)، مركز أبحاث الأراضي (LRC)، مركز العمل التنموي (معاً) ومعهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج)، وبالشراكة مع شبكة المنظمات البيئية PENGON،  أطلق حملة “يلا نحميها لتحمينا” في منطقة العوجا بمشاركة كل من بلدية العوجا، محافظة أريحا والأغوار، شرطة السياحة والآثار والبيئة، و سلطة جودة البيئة.

تهدف الحملة إلى تسليط الضّوء على المشاكل البيئية والمناخية التي تواجه فلسطين وإلى الحشد والمناصرة لضرورة تفعيل دور الجهات الرقابيّة والشّرطة البيئية والمحاكم البيئيّة وتفعيل المُخالفات على المُتسبّبين بتلوّث البيئة للحدّ من هذه الاعتداءات في محاولة لخلق بيئةٍ نظيفة آمنة لحياة المواطنين.

تدرك مؤسّسات الائتلاف وشبكة المنظمات البيئية أنّ ما تعانيه البيئة الفلسطينية نتيجة الاحتلال يُعتبر من أهمّ المخاطر التي تهدّدها والتي خلّفت تدهوراً بيئياً ملموساً. من خلال استنزاف المصادر الطبيعيّة وتجريف ومصادرة الأراضي واقتلاع الأشجار وإقامة القواعد العسكرية والمستعمرات وتوسيع القائم منها وشقّ طرق التفافيّة وصولاً إلى بناء جدار الفصل العنصري. من جهةٍ أخرى، إعلان بعض الأراضي الفلسطينية كمناطق عسكريّة مغلقة يضع البيئة الفلسطينيّة تحت خطر تدميرها وتلويثها وسرقة مواردها. وهذا هو تماماً ما يحصل في منطقة العوجا في محافظة أريحا على وجه الخصوص.

ولعـلّ أبـرز التّحديـات التـي تواجـه البيئـة إلـى جانـب التّحـدي الأساسي المتمثـل بالاحتلال، هو غيـاب وضعف السّلطات التّشريعية والتّنفيذية، والذي سمح للعديد من التّعديّات على البيئة بأشكالٍ مختلفة وساهم في إضعاف السّـلوك الفردي الـذي يقـدّر ويحتـرم البيئـة ويحافـظ عليها. في الواقع، لا يُمكن إنفـاذ القانـون إلا بوجود مجموعـة فاعلة مـن الأنظمــة التنفيذيــة والتعليمــات والاشتراطات الفنيّة وإصدار عقوبات رادعة وتشريعات منظّمة، وهذا يتطلّب وجود جسم تنفيذي فاعل يتابع ويلزم بتنفيذ هذه التشريعات.

تخلّل اطلاق حملة “يلا نحميها لتحمينا” عدّة نشاطات من أهمّها تسليم رسالة مطالب للجهات الرّسمية وتحديداً لوزارة الحكم المحلي وسلطة جودة البيئة ووزارة السّياحة والآثار الفلسطينية، كلٍّ بحسب اختصاصه من أجل حماية البيئة الفلسطينية عامّةً. من جهةٍ أخرى، سيتبع هذا النّشاط عددٌ من التّدخلات ذات العلاقة في ستة مواقع في عدّة محافظات في الضّفة الغربية وقطاع غزة، كما سيتّم تنظيم لقاءات إعلاميّة مع صنّاع القرار للعمل بشكلٍ تكاملي فعّال نحو بيئةٍ مُستدامة

يأتي هذا النّشاط ضمن برنامج “العدالة البيئيّة والمناخيّة في فلسطين” والذي يتم تنفيذه من قبل خمسة من مؤسسات إئتلاف المؤسسات الاهلية الزراعية الفلسطينية بالشّراكة مع شبكة المنظمات البيئية PENGON ومنظّمة WE EFFECT  السّويدية وبدعمٍ من القنصلية السّويدية العامة في القدس. يهدف البرنامج إلى المساهمة في تحسين العدالة البيئية والمناخية في فلسطين وكما ينصّ الهدف المحدد للبرنامج: “بمطلع عام 2024، تمتلك مؤسسات المجتمع المدني والحقوقيين القدرة على تحديد وتحدّي المعيقات البنيويّة لتحقيق العدالة البيئية والمناخية في فلسطين”.