تحت رعاية وزير الزراعة اختتم معهد الابحاث التطبيقية القدس (أريج) عصر الثلاثاء، مشروع تقييم الانتاج والاستهلاك الغذائي من أجل تحسين واستدامة الزراعة والأمن والغذائي في الضفة الغربية، حيث ابتدأ الحفل د. جاد اسحق، مدير عام معهد أريج بالترحيب بالحضور الكريم مؤكدا على اهمية هذا المشروع خاصة عندما نتكلم على انعدام التوازن الواضح بين الانتاج والاستهلاك والذي يعود الى نمط الاستهلاك واسلوب الحياة الحديثة التي زادت من مخلفات الغذاء مما حولها إلى نفايات، مؤدية إلى ارتفاع الاسعار ونقص الكميات المتوفرة لمحدودي الدخل، ومن جانب آخر نجد موسمية الانتاج والتي تجعل تجمع الانتاج المحصولي في فترة محددة من العام مؤدية إلى زيادة الفائض من المنتج الغذائي في تلك الفترات وبأسعار رخيصة وفي باقي العام يكون هناك فجوة بين الانتاج والاستهلاك مما يؤدي إلى الحاجة إلى تعويض النقص عن طريق الاستيراد وبأسعار عالية مما يحد من القدرة الشرائية للمستهلك الفلسطيني بسبب نقص وسائل التخزين وغيرها من خدمات ما بعد الحصاد.

وقام الدكتور جاد بشكر كل من فريق وزارة الزراعة ووزارة الاقتصاد الوطني وفريق المشروع من معهد أريج الذين أسهموا بإنجاح المشروع، داعيا إلى الاستفادة من النتائج التي تم التوصل إليها، وبدوره فقد أكد معالي وزير الزراعة الاستاذ شوقي العيسة أهمية المشروع لوزارة الزراعة، والتي منذ البداية سعت وبكامل مصادرها إلى دعمه والعمل بالشراكة مع فريق عمل معهد أريج، وذلك إيمانا منها بالحاجة لمثل هذه النتائج حول الانتاج الفلسطيني من المحاصيل الزراعية والتعرف من خلال البحث العلمي التطبيقي على سلسلة القيمة لتلك المحاصيل وحركة السوق والعوامل التي تتحكم بها. وعليه فقد اكد معاليه على أن وزارة الزراعة ستسعى إلى البناء على هذه الدراسة الهامة لتغطي كافة المحاصيل الزراعية، ولتكون مرجعا للسياسات المستقبلية، على أن تتم متابعة التوصيات التي نتجت عن المشروع بحسب الاولويات.

أما من ناحيته الدكتور تيسير عمر فقد شدد على اهمية التكامل بين الشركاء، خاصة بين الحكومة ممثلة بوزارة الاقتصاد الوطني ووزارة الزراعة والمنظمات الاهلية ممثلة بمعهد أريج، وكذلك بالاختصاص حيث أن وزارة الزراعة تهتم بالإنتاج ووزارة الاقتصاد تهتم بتوفير الغذاء للمستهلك ومعهد أريج هو مؤسسة فلسطينية بحثية متخصصة بالأبحاث ذات العلاقة، وتحدث أيضا عن أهمية المشروع لمعرفة الفجوة في المنتج الزراعي وكيفية إيجاد توازن بين العرض والطلب على مدار العام، وتوجه بالشكر لمعهد اريج ولفريق العمل من كافة المؤسسات الشريكة. ثم تحدثت الدكتور سوزان روبرتسون، مديرة المشاريع في المركز الكندي للبحوث والتنمية الدولية (IDRC)، أن المركز الكندي قد اهتم بدعم المشروع لفكرته الخلاقة ولحاجة فلسطين لمثل هذه المشاريع البحثية في مجال الامن الغذائي والسعي وبشكل منهجي مدروس لحصر الفجوة بين الانتاج والاستهلاك للمحاصيل الزراعية، واكدت على سعادتها لما لاقته من اهتمام ودعم حكومي لهذا المشروع، وشكرت معهد أريج والوزارات لهذا الجهد المميز وطالبت بأن لا تبقى مثل نتائج هذا المشروع في نطاق هذا الاحتفال بل ليتم تطبيقها على أرض الواقع.

ومن ثم تحدثت السيدة روبينا غطاس مديرة وحدة التنوع الحيوي والأمن الغذائي في معهد أريج حول منهجية المشروع والمسوحات التي تمت على مستوى محاور سلسلة القيمة المختلفة من المزارع إلى التاجر (الجملة والمفرق)، والاسواق المركزية، والجهات المصنعة والمستهلك. وتعرضت إلى بعض النتائج الهامة على مستوى محدودية ربح المزارع الفلسطيني واعتماد الانتاج الزراعي على العمل الاسري وبينت دور المرأة في الزراعة والتي تشكل 33% من مجموع الايدي العاملة في القطاع الزراعي. ومن ثم تحدث المختص في التحليل الاحصائي السيد أحمد دابوقي من معهد اريج حول سلسلة القيمية للمحاصيل المستهدفة وميزان الطلب والعرض والفجوة بين المستهلك والمنتج على المستوى الشهري وطول سلسلة التسويق وتوزيع أسعار المحاصيل. ومن ثم تحدثت السيدة روبينا غطاس حول التحديات التي تواجه كل عنصر من عناصر سلسلة التسويق الزراعي وكيفية حلها مع الاشارة الى الجهات المختصة بذلك، إضافة الى التوصيات المجملة التي توصل إليها المشروع. ومن ثم فتح باب النقاش والذي تميز بالمهنية وعكس اهتمام الحضور بتائج المشروع؛ حيث تمت دعوة الجهات ذات العلاقة للعمل على تبنى نتائج المشروع كمصدر معلوماتي مهم للعمل على تطوير سلسلة الانتاج والتسويق للمنتجات الغذائية الزراعية في فلسطين. ومن الجدير ذكره بأن العديد من ممثلي المؤسسات الحكومية والاهلية والدولية قد حضرت هذا الحفل.