في نظرة سريعة عن التسلسل الزمني وصولا الى مؤتمر التغيرات المناخية، COP21 المعروف أيضاً باسم "باريس 2015" أحد أكبر المؤتمرات الدولية التي يتم تنظيمها على الأرض في كانون الأول/ديسمبر لهذا العام؛ لقد اعتمدت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ في عام 1992، حيث صادق عليها في حينه 195 طرفا/دولة. تلاها اعتُماد بروتوكول كيوتو في عام 1997 من أجل تطبيق الاتفاقية، حيث دخل حيّز النفاذ في عام 2005. فقد حدّد البروتوكول أهدافا تتمثل في تقليص انبعاثات غازات الدفيئة والحد منها للبلدان المتقدمة والبلدان ذات الاقتصاد الانتقالي. واستهلت الأطراف أعمالها في عام 2007 في إعداد اتفاق بشأن المناخ لفترة ما بعد عام 2012، ليُطبَق على جميع الأطراف التي تتسبب في انبعاثات غازات الدفيئة. وعليه وضع اتفاق كوبنهاغن السياسي في عام 2009 ومؤتمرات كانكون (2010) وديربان (2011) والدوحة (2012) الأسس لهذا النظام الدولي الجديد، من خلال تكميل الاتفاقات القائمة في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ وبروتوكول كيوتو. وقد أكّدت الأطراف في عام 2011 عزمها على إبرام اتفاق جديد بشأن المناخ في عام 2015، بغية دخوله حيّز التنفيذ في العام 2020.

وعليه ستُنظم الدورة الحادية والعشرون لمؤتمر الأطراف في باريس- لو بورجي، حيث عُيّنت فرنسا رسميا البلد المضيف للدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن المناخ لعام 2015 وعليه فإن هذا المؤتمر ذو أهمية حاسمة لأنه سيسفر عن اتفاق دولي بشأن المناخ لاحتواء الاحترار العالمي دون الدرجتين المئويتين. والهدف المنشود هو اتخاذ مجموعة من القرارات في كانون الأول/ ديسمبر 2015، استنادا إلى أعمال الدورة العشرين لمؤتمر الأطراف في ليما، وبنود هذا الاتفاق تدور حول إبرام اتفاق طموح وملزم للتصدي لتحدي تغيّر المناخ يسري على جميع البلدان، وتقديم المساهمات الوطنية (المساهمات المحدّدة وطنيا) التي تمثل الجهد الذي يعتقد كل بلد أنه بوسعه تحقيقه، ووضع برنامج للحلول الذي يَجرُد جميع المبادرات المكملة للاتفاق الدولي، التي اتخذتها الحكومات والسلطات المحلية والجهات الفاعلة غير الحكومية على الصعيد المحلي، والتي تسهم في تعزيز الالتزامات التي قطعتها الدول في مجالات خفض انبعاثات غازات الدفيئة، والتكيف مع آثار تغيّر المناخ، والتمويل. ويرتكز برنامج الحلول هذا على تبادل الممارسات الجيدة، ونقل المعرفة والتقنيانات الضرورية لتحقيق الانتقال إلى الاقتصاد المخفف لانبعاثات الكربون.

ومن أجل التحضير لهذا الاجتماع وكتمثيل للمجتمع الفلسطيني ولإيصال صوتنا االى لمجتمع الدولي وبالخصوص مؤتمر باريس لتغير المناخ فقد عقد معهد الأبحاث التطبيقية (أريج) حدث تشاوري بعنوان "وجهات النظر العالمية حول المناخ والطاقة" تحت رعاية سكرتاريا الامم المتحدة لاتفاقية التغير المناخي (UNFCCC)، واللجنة الوطنية الفرنسية لدعم المناظرة الجماهيرية (CNDP)، والمجلس الدنماركي للتكنولوجيا (DBT) والبعثات الجماهيرية(MP) ، وبدعم من الحكومة الفرنسية، وبشراكة وطنية مع سلطة جودة البيئة وسلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية وعدد من مؤسسات المجتمع المحلي ذات العلاقة في مدينة رام الله في شهر حزيران 2015، والذي شارك فيه 103 مواطنا فلسطينيا من مختلف محافظات الضفة الغربية، حيث مثل هؤلاء كافة شرائح المجتمع الفلسطيني لسكان الضفة الغربية. تأتي هذه المشاركة الفلسطينية تزامنا مع مشاركة 83 دولة من جميع أنحاء العالم بهدف المشاركة في تصميم السياسة العالمية لتغير المناخ وفهم وجهات نظر جميع شرائح المجتمع بما فيهم الشباب وكبار السن ومن كلا الجنسين ومن جميع أنحاء العالم حول موضوع تغير المناخ والطاقة؛ وذلك من خلال المشاورات مع 16,000 مواطن (في المجموع لكل الدول المشاركة).

سوف يتم عرض نتائج المشاورات مع المواطنين من ضمنهم المواطنين الفلسطينيين في الاجتماع الواحد والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP 21) (يمكن الاطلاع عليه على الموقع: http://unfccc.int/2860.php))) في فرنسا في آخر هذا الشهر الحالي من العام 2015، وهو ما سيعطي صانعي القرار فرصة فريدة للحصول على نظرة ممثلة حول آراء ووجهات نظر المواطنين من جميع أنحاء العالم حول سياسات التغير المناخي. لقد قام المعهد بالتشبيك والتواصل مع دول أخرى تقوم بعقد نفس الحدث كفرصة للتفاعل ما بين مواطني دولة فلسطين مع مواطني دول أخرى شريكة بالحدث، كما قامت بعدة مقابلات مع المواطنين المشاركين ومع المجلس الدنماركي للتكنولوجيا (DBT) والبعثات الجماهيرية الفرنسية (MP) خلال الأشهر القليلة الماضية.

وقد كانت ابرز نتائج الحدث التشاوري هي أن ما يقارب 80% من الفلسطينيين المشاركين في استطلاع الرأي يؤكدوا قلقهم بشأن اّثار تغير المناخ، كذلك 78% منهم يرى ان من الأدوات الأكثر ملائمة لتخفيض مستوى انبعاثات غازات الدفيئة هي البرامج التعليمية حول تغير المناخ الموجهة لجمهور اوسع، كما أكد 79% من المواطنين أنه يجب على بلادهم فلسطين اتخاذ اجراءات لتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة التي يطلقها حتى ان لم تتخذ الكثير من البلدان الأخرى اجراءات مماثلة، كما يرى 79% من المواطنين أنه يجب على البلدان المرتفعة الدخل دفع مبالغ اكبر من تلك المتفق عليها أصلا بشأن تغير التخفيف والتكييف في البلدان المنخفضة الدخل وأن 92% من المشاركين في الحدث موافقين على ضرورة تحديث التزامات البلدان في باريس على عملها المناخي كل 5 سنوات.

وعليه عزز الحدث التشاوري لوجهات النظر العالمية حول المناخ والطاقة المشاركة الفلسطينية في سياسة تغير المناخ، والتوصل إلى فهم أفضل لقضايا التغير المناخي في أوساط المواطنين الفلسطينيين ومنظمات المجتمع المدني المشاركة، وإشراك المواطنين الفلسطينيين في عملية صنع القرار السياسي، وبالتالي كانت فرصة فريدة من نوعها لجعل صانعي القرار الفلسطينيين في الاجتماع الواحد والعشرين لمؤتمر الأطراف(COP 21)، مطلعين على وجهات نظر المواطنين من جميع أنحاء العالم. لمزيد من المعلومات حول الحدث التشاوري لوجهات النظر العالمية حول المناخ والطاقة في فلسطين، يرجى زيارة موقع الحدث التشاوري:
 اضغط هنا للمزيد "
وجهات النظر العالمية حول المناخ و الطاقة في فلسطين"