قام د. جاد اسحق المدير العام لمعهد أريج يوم أمس باطلاع القناصل وممثلي الدول الاوروبية والعربية وممثلي المؤسسات الدولية عن المشهد السياسي فيما يتعلق بالأوضاع الفلسطينية مع شرح واقع المفاوضات وتدرجه محليا واقليميا ودوليا, ضمن لقاء دوري يعقد ضمن نشاطات مشروع "سرد الوضع الجيوسياسي في الاراضي الفلسطينية المحتلة" وذلك بالتعاون مع شركائهم في المشروع مركز أبحاث الأراضي. وأشار د. اسحق الى الانتهاكات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتحديدا خلال فترة المفاوضات الاخيرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في الفترة الواقعة ما بين الحادي والثلاثين من شهر تموز من العام 2013 ولغاية التاسع والعشرين من شهر نيسان من العام 2014, حيث استعرض د. اسحق ما قامت به قوات الاحتلال وجماعات المستوطنين من عمليات قطع للأشجار المثمرة الفلسطينية (غالبيتها من الزيتون) تجاوزت ال 11 ألف شجرة خلال فترة المفاوضات في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة تركزت معظمها في كل من محافظات رام الله ونابلس وبيت لحم والخليل على التوالي, هذا بالإضافة الى أوامر هدم المنازل والمنشات الفلسطينية التي زادت عن 500 أمر هدم خلال الفترة نفسها والهدم الفعلي للمنازل والمنشات الفلسطينية التي زادت عن 450. وكانت محافظة طوباس صاحبة النصيب الاكبر من عمليات الهدم تليها محافظ القدس المحتلة. من جهة أخرى, اشار الدكتور اسحق الى عمليات اعتداء المستوطنين في المحافظات الفلسطينية المحتلة حيث بلغت ما يقارب ال 580 اعتداءا تنوعت ما بين الاعتداء على الممتلكات والمواطنين والماشية واقتلاع الاشجار وتجريف الاراضي وتوسيع المستوطنات هذا بالإضافة الى اغلاق الطرق واضرام النار في الحقول الزراعية التي تعتاش منها معظم العائلات الفلسطينية. وحصدت محافظة القدس الجزء الاكبر من هذه الاعتداءات بسبب الاعتداءات المتكررة للمسجد الاقصى بنسبة 32%. كما أشار د. اسحق الى أن قوات الاحتلال الاسرائيلي ممثلة بالإدارة المدنية الاسرائيلية ومجالس المستوطنات وبلدية الاحتلال في القدس قامت بإصدار عطاءات ومخططات بناء لأكثر من 17450 وحدة استيطانية في عدد كبير من المستوطنات الاسرائيلية في محافظات الضفة الغربية المحتلة تركزت النسبة الاكبر منها في محافظة القدس بنسبة 67%.

كما تناول العرض عمليات السيطرة الاسرائيلية في عدة مناطق فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة منها في الشمال, في منطقة جنوب نابلس, في تكتلات استيطانية تهدف الى قطع تواصل الاراضي الفلسطينية جغرافيا, ولاحقا الى تكتل استيطاني في محيط رام الله يهدف الى تكريس عملية فصل جنوب وشمال الضفة الغربية. ثم تم الاشارة الى الانتهاكات الاخيرة في جنوب وجنوب غرب محافظة بيت لحم وتحديدا فيما يعرف بتجمع غوش عتصيون الاستيطاني حيث تم مصادرة ما يزيد عن 1000 دونما مؤخرا لإحكام قبضة المستوطنين على الاراضي الزراعية للمواطنين الفلسطينيين وتعزيز خطط البناء في المناطق المفتوحة بين المستوطنات بهدف ربطها جغرافيا وتشكيل تكتلات استيطانية ضخمة. بالإضافة الى ذلك فقد أشار د. اسحق الى حجم وسرعة البناء الاستيطاني في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة من خلال عرض لصور جوية توضح الاختلال في البناء العمراني خلال الاعوام الماضية, هذا مع استعراض خطط التوسع الاستيطاني وتحديدا فيما يطلق عليه اسم "القدس الكبرى" بالإشارة الى ما يزيد عن 50 ألف وحدة استيطانية مخطط بنائها خلال العقد القادم بالإضافة الى الخطط الاسرائيلية الهادفة الى احكام سيطرة اسرائيل والمستوطنين في قلب مدينة القدس وتحديدا في البلدة القديمة في القدس. كما نوه أيضا الى الخطر المتحدر من مخططات التوسع في المستوطنات والبؤر الاستيطانية وحرمان الفلسطينيين من حق استعمال أراضيهم بإعلانها أراضي خضراء هذا بالإضافة الى تشييد المراكز السياحية الاسرائيلية والتي تعمل على نقل الصورة الاسرائيلية عن طريق احتلال الاراضي والمدينة المقدسة. كما أشار اسحق الى الاجراءات الاسرائيلية المتبعة عبر سنوات الاحتلال والتي ادت الى سلب ما يزيد عن 14500 وثيقة اقامة من مقدسيين فلسطينيين حتى نهاية العام 2013.