تحت شعار “دحر التلوث البلاستيكي”،
5/6/2023
نؤكد نحن المؤسسات المنفذة لبرنامج العدالة البيئية والمناخية على ضرورة تبني سياسات وطنية واتخاذ اجراءات عاجلة لمكافحة التلوث البلاستيكي في فلسطين.
في ظل تزايد التهديدات التي تواجهها النظم البيئية من التلوث البلاستيكي، بات هناك ضرورة وحاجة ملحة الى اتخاذ اجراءات وطنية وعالمية عاجلة للحد من هذا التلوث، والحفاظ على بيئة سليمة وآمنة، من أجل مستقبل آمن للأجيال القادمة.
لعل من أهم اشكال التلوث البلاستيكي، ليس فقط البلاستيك التقليدي، وإنما تلك المتعلقة بالمنتجات البلاستيكية المتحللة وما ينتج عنها من مواد بلاستيكية دقيقة ومواد كيميائية، حيث تجد طريقها بسهولة الى التربة والمياه الجوفية والبيئة البحرية، مما يتسبب بالعديد من المخاطر الصحية وتدمير النظم الأيكولوجية والبيئية. لقد أثبتت الدراسات أن هناك زيادة كبيرة في تغلغل التلوث البلاستيكي في النظم البيئية، ومن المتوقع أن تتضاعف نسبة هذا التلوث بحلول عام 2030. إضافة الى ذلك فإن انتاج المواد البلاستيكية يساهم أيضا في زيادة تدهور حالة المناخ، حيث أشارت بعض التقارير الى أن غازات الاحتباس الحراري التي اطلقتها المواد البلاستيكية أثناء دورة حياتها الكاملة في عام 2015 بلغت 1.7 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. ومن المتوقع أن تزيد إلى ما يقرب من 6.5 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، وهو ما يمثل 15% من ميزانية الكربون العالمية.
مما لا شك فيه فإن ممارساتنا اليومية الاستهلاكية، أدت الى زيادة استهلاك المنتجات البلاستيكية ومواد التغليف لسهولة التعامل معهـا، وتعـدد اسـتخداماتها مما أدى الى زيادة نسبة المخلفات البلاستيكية من النفايات الصلبة والتي تصل الى المكبات المختلفة، وحيث أن البنية التحتيـة المحليـة لإدارة النفايـات الصلبة غير مؤهلة للتعامل مع مثل هذه المواد، فقد أدى ذلك إلـى تراكم كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية ، سيما وأن البلاستيك يحتاج الى فتره كبيرة جدا لكي يتحلل، قد تصل إلى ٤٠٠ عام أو أكثـر، بسـبب الـروابط الكيميائيـة التـي تتكـون منهـا اللـدائن/المواد البلاستيكية.
لذلك فإننا في برنامج العدالة البيئية والمناخية، نؤكد على ضرورة اتخاذ الحلول البيئية الصحيحة والابتعاد عن محاولة استبدال المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة وغيرها من المنتجات البلاستيكية ببدائل مدمرة، مثل البلاستيك الحيوي أو البلاستيك القابل للتحلل، والذي يشكل حالياً تهديدات كيميائية للبيئة بشكل مماثل للبلاستيك التقليدي.
انطلاقا مما تقدم ندعو الى اتخاذ عدة خطوات او اجراءات لتصبح فلسطين خالية من أخطار هذا النوع من الملوثات وتتمثل هذه الخطوات والاجراءات بما يلي:
- التخفيض الفوري في إنتاج البلاستيك واسـتهلاكه، وتحويل سلسلة القيمة البلاستيكية بأكملها، والتحول إلى اتباع نهج دائري، بما في ذلك ممارسات الاستهلاك والإنتاج المستدامين، وتسريع وتيرة تطوير واعتماد البدائل من قِبل القطاع الخاص وذلك من خلال تشجيع وزيادة الاستثمار في انتاج البدائل الآمنة.
- ضرورة فرض قواعـد وقـوانين تحـدد المسؤوليات وتنظم سبل التعامـل مـع النفايـات مـن إنتاجهـا إلـى الـتخلص النهـائي منها، وإنشاء نظام مراقبة حكومي أكثر فاعلية لتحديد مصدر وحجم ومصير البلاستيك. حيث وبالرغم من الخبرات والجهد الكبير الذي يبذل في هذا المجال، إلا أنه ما زال هناك حاجة الى اتخاذ إجراءات حكومية عاجلة للتعامل مع الأزمة المتزايدة الخطورة.
- العمل على إطــلاق سياســة لخفــض اســتهلاك العبوات والأكيــاس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة ً تدريجيا، وصولا إلى حظر اسـتخدامها واسـتبدالها بالأكيـاس متعـددة الاسـتخدامات، وفـرض رسـوم علـى المـواد البلاسـتيكية الأخرى ذات البدائل، أسوة بالعديد من الدول، حيث أن أكثــر مــن ٣٠ دولــة لــديها حظــر إقليمــي أو علــى مســتوى الدولــة علــى الأكيــاس ً البلاستيكية، وفرضت العشرات منها رسوم أو ضرائب على الأكياس التي تسـتخدم لمـرة واحدة .
- تنظيم المؤسسات المعنية بحماية البيئة حملات تثقيفية لزيادة وعي المستهلكين لدفعهم إلى اتخاذ خيارات أكثر مسؤولية. وهذا يتطلب زيادة الجهـود لرفـع الـوعي بالقضـايا البيئيـة وإدراج الأجيـال الشابة في الأنشـطة البيئيـة لترسـيخ تلـك العادات فيهم.
“لنعمل معاً لوضع حد للتلوث البلاستيكي من بيئتنا”