عقد معهد الأبحاث التطبيقية “أريج و اتحاد لجان العمل الزراعي ، وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف الذي يعتبر أحد أهداف التنمية المستدامة: الإنتاج والاستهلاك المستدام، ندوة وطنية باستخدام تقنية زوم بعنوان ” أثر جائحة كوفيد 19 على التنمية الريفية وأوليات القطاع الزراعي ” تحت مظلة برنامج منظمة وي إيفيكت (We Effect) ” المساواة أولاً ” في فلسطين.

وهدفت الندوة إلى تعزيز نهج شامل تجاه التنمية الريفية مع التأكيد على أهمية تكييف مفهوم السيادة الغذائية، حيث شارك في الندوة جميع شركاء مؤسسة وي ايفيكت، بالإضافة إلى هيئة العمل التعاوني ممثلة بالدكتور كمال الشافعي المستشار القانوني للهيئة والسيد فؤاد خرمة مدير دائرة المشاريع في الهيئة بالإضافة الى الجهات الفاعلة الأخرى في المجتمع المدني.

وقد افتتحت الندوة بداية بتقديم شرح للسياق السياسي كوسيلة لتحديد الإطار العام لعملنا في مجال التنمية الريفية، حيث قدم د. جاد اسحق المدير العام لمعهد أريج عرضاً عن الآثار الجيوسياسية لخطة ترامب على التنمية الريفية، والمخاطر المترتبة عليها ضم الأغوار والأراضي الزراعية، ومن ثم تحدث الأستاذ تحسين عليان من مؤسسة الحق عن الوضع القانوني للمنطقة المصنفة (ج) والتداعيات على أرض الواقع، بالإضافة إلى الحق في الحصول على الأراضي والموارد الطبيعية، وفي نهاية المحور تحدث أ. جمال طلب العملة مدير مركز أبحاث الأراضي عن مصادرة الأراضي خلال جائحة كوفيد 19 من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وفي المحور الآخر تمحور الحديث حول تأثير جائحة كوفيد 19 على القطاع الزراعي من ثلاث وجهات نظر: الأولى تأثيره على صغار المزارعين والتعاونيات (الإنتاج الحيواني والإنتاج النباتي) قدمها المهندس فؤاد أبو سيف المدير العام لاتحاد لجان العمل الزراعي، ثم تطرقت السيدة أمل خريشة مديرة جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية عن أثر الوباء على النساء العاملات في القطاع الزراعي، وتحدثت لاحقاً السيدة أدلين كراجة مديرة اتحاد الجمعيات التعاونية الزراعية والسيد جمال مبسلط منسق المشاريع التعاونية في المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية عن شهادات حية من الميدان بالإضافة إلى وجهة نظر التعاونيات في المنظومة التعاونية ورؤيتها للقانون.

وانتقل النقاش في الندوة من الملاحظات الملموسة إلى نقاش العقلية المفاهيمية لفهم كيف تتطلب التنمية الريفية المستدامة تعزيز مفهوم وممارسات السيادة الغذائية في مفهومين: وهما السيادة الغذائية والإيكولوجيا الزراعية حيث اتفق الجميع بأنه قد حان الوقت للتخطيط نحو السيادة الغذائية والترويج للمفهوم على المستوى الوطني وتحدث في هذا الإطار أ. جورج قرزم عضو اللجنة الوطنية للسيادة على الغذاء تلاه أ. سعد الدين زيادة من حركة طريق الفلاحين في قطاع غزة حول مفهوم تعزيز التعاونيات الشبابية في القطاع الزراعي بمفهوم نحو مقاربة اقتصادية بديلة للتحرر.

وفي الختام عقدت الجلسة الأخيرة والتي تناولت دراسة حالة بحثت العلاقة بين السيادة الغذاء ووجود سياسات وطنية قوية وداعمة ووقائية تشجع النهج الشعبي، حيث تم في هذه الجلسة استعراض ودراسة واحدة من أهم السياسات في العمل التعاوني وهي قانون التعاون الفلسطيني، حيث تحدث في هذه الجلسة أ. المحامي عمار جاموس، والسيد فؤاد خرمة مدير دائرة المشاريع في هيئة العمل التعاوني عن دور الهيئة خلال جائحة كوفيد 19 ومن ثم تحدث د. كمال الشافعي المستشار القانوني للهيئة حول القانون والنقاط التي أثيرت خلال الجلسة.

وفي نهاية الندوة فتح باب النقاش للمشاركين لطرح الأسئلة والتعقيبات وكان أبرزها حول خطة الضم الإسرائيلية المرتقبة لمساحة واسعة من أراضي الضفة الغربية والتي من المتوقع كما تم الإعلان عنها، البدء بتنفيذها خلال شهر تموز المقبل وقد استحوذت بشكل كبير على النقاش من قبل جميع المشاركين.