Brief Summary in English follows

 يحتفل العالم اليوم بيوم الغابات العالمي، حيث يتركز الاهتمام بالتحديات التي تواجه العديد من الغابات في العالم والسكان الذين يعتمدون عليها، وسبل تعزيز الإدارة المستدامة للغابات، حيث أن الغابات توفر المأوى للناس والموئل للتنوع البيولوجي وهي مصدر للغذاء والدواء والماء النظيف بالإضافة إلى أنها تؤدي دورا حيويا في الحفاظ على مناخ وبيئة مستقرين. ومن هذا المنطلق يستعرض معهد الأبحاث التطبيقية-القدس (أريج) واقع الغابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إن موقع فلسطين إلى الجنوب الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، وموقعها كملتقى بري وحيد لقارات آسيا وأوروبا وأفريقيا وقربها وتداخلها مع الصحارى المجاورة، أدى إلى تواجد نظم ومواطن بيئية متعددة، مما أغنى تنوع أصناف النباتات والحيوانات ابتداء من تلك التي نشأت في أواسط أفريقيا على خط الاستواء إلى تلك التي نشأت في شمال العالم القديم "سيبيريا" ونتج عن ذلك هجن طبيعية أدت إلى التنوع والوفرة سواء في أعداد تلك الأحياء أو كثافة وجودها. وساعدت التضاريس في إيجاد بيئات مختلفة من أهمها الأحراج على مختلف أنواعها. 

  الفريق المتخصص من معهد أريج يقوم بمسح محمية أم التوت في جنين

إن الغابات والمناطق الطبيعية الخضراء في فلسطين قد اندمجت مع مجمل أنماط السلوك الاجتماعي المتوارثة، ومعتقدات وثقافة الإنسان وتاريخه. كما أن للغابات أهمية وقيمة خاصة في حماية وتنقية البيئة وتوفير المنتجات الخشبية وغير الخشبية، وتوفير المراعي، والتي في مجملها كانت ولا تزال مهمة بالنسبة للاقتصاد على الصعيد المحلي والوطني . حيث بلغ مجموع مساحة الأراضي الحرجية المسجلة (المقررة رسمياً) سنة 2007 مقدار 221,933 دونم حيث نقصت بما يعادل %29 مما كانت عليه سنة 1974، ومثلت ما نسبته %3.7 فقط من مجموع الأراضي الفلسطينية. أما مجموع مساحة الأراضي الحرجية المكسوة (الطبيعية والصناعية) سنة 1974فلقد بلغ مقدار208,536 دونما، ووصلت إلى 85,500 دونم في سنة 2007 حيث نقصت بما يعادل %59 مما كانت عليه سنة 1974.وبناءا على تحليل استخدامات الأراضي الذي قام به معهد أريج لنظم المعلومات الجغرافية باستخدام الصور الجوية لعام 2010، ان هناك ما لايزيد عن78,921 دونم من الغابات المكسوة بالغطاء النباتي؛ أي ما يشكل 1.38% فقط من مساحة الضفة الغربية.

 

وبما أن الأراضي الفلسطينية تحتوي على معظم أنواع التضاريس والمناخات المختلفة، فان ذلك اوجد بيئات نباتية وزراعية مختلفة، حيث تتدرج مواسم الإنتاج من جهة وتتنوع أشكال الغطاء النباتي ونوع الغابات الطبيعية من جهة أخرى. وعليه هناك سبعة أنواع من الغابات في الأراضي الفلسطينية ممثلة بما يلي: غابة الكثبان الرملية المتحركة المختلطة (مزروعة وطبيعية)، والغابة المزروعة الاصطناعية الصنوبرية، وغابة البلوط الورقية الخشبية الطبيعية المتوسطية، وغابة الخروب والسريس الخضراء, والغابة الشجرية الحرارية متساقطة الأوراق، وغابة ضفاف نهر الأردن، والغابة الملحية. ومن الجدير بالذكر أن لتلك الغابات دورا هاما في الحفاظ على المناظر الطبيعية وحماية مساقط المياه. تقع معظم الغابات في الأراضي الفلسطينية على أنواع التربة الخصبة (الوردية ، والرندزينا) وفي مناطق تتمتع بظروف مناخية ملائمة للزراعة.


وبناءا على مشروع يقوم بتنفيذه معهد الأبحاث التطبيقة-القدس (أريج) خلال الفترة ما بين 2012 و2013 ؛ بعنوان "تأهيل واستدامة غابات فلسطين: محمية أم التوت ومحمية القرن ضمن نظام البحر الأبيض المتوسط في الضفة الغربية"، والممول من قبل المرفق البئية العالمي (GEF)؛ بهدف فهم، تعريف، وتوثيق الأشجار والأنواع النباتية وتوزيغها الجغرافي بمساعدة نظم المعلومات الجغرافية، وربط المحتوى الحيوي وغير الحيوي / البيئي للغابات، ومعرفة أهم برامج الحفظ، تقييم الاستخدام والممارسات وربطها بالقيمة الاقتصادية للغابات، تأهيل المسارات للمحميات المستهدفة، وتحديد أهم التحديات التي تواجه الغطاء النباتي الحرجي، وجد معهد أريج من خلال النتائج الأولية للمشروع، أن هناك تدهور مستمر وملحوظ في مساحة الغابات بشكل عام، كما أن هناك انحصار ملموس لمساحة الغطاء النباتي الكثيف (الأشجار) على انواعه في الغابات المستهدفة في المشروع؛ وذلك عن طريق تحليل النظم الاكولوجية باستخدام الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية وربط التغيرات المناخية والجفاف بوفرة الغطاء النباتي. فعلى سبيل المثال وجد المعهد أن هناك تدهور ملحوظ ومستمر في حالة الأراضي بما عليها من غطاء النباتي بنسبة 43.4% في غابة القرن في محافظة الخليل ونسبة 36.4% في غابة أم التوت في محافظة جنين. كما ووجد المعهد أن هناك تناقص في مساحة الغطاء النباتي الكثيف (أشجار وشجيرات) بنسبة 41.7% في غابة القرن وبنسبة تغير 85.7% في غابة ام التوت.

وعليه هناك العديد من العوامل الرئيسة والنشاطات ذات الصلة بالإنسان التي ساهمت في تدهور الغابات الفلسطينية بشكل عام والغبات المستهدفة للمشروع بشكل خاص. فالنمو السكاني، والدخل المتدني نسبيا، ومحدودية التنوع في الأنشطة ذات العلاقة بالمحافظة على الموارد الطبيعية؛ ساهمت جميعها بشكل كبير في الضغط على الموارد الحرجية. ومنها قطع أشجار الغابات للحصول على الأخشاب، وتوسيع رقعة الأراضي الزراعية، والرعي المفرط والزحف العمراني والإجراءات الإسرائيلية. هذه الإجراءات، بالإضافة إلى الجفاف والظروف المناخية القاسية، والتلوث، أدت إلى آثار سلبية هامة، مثل فقدان خصوبة التربة، فقدان التنوع الحيوي، وزيادة انجراف التربة والتعرية والتصحر وظهور تجمعات نباتية سيادية غير مفيدة. ومنذ عام 1974، تعرضت كلا من الغابات الطبيعية والغابات المزروعة (التي زرعها الإنسان) بصورة كبيرة إلى التدمير؛ حيث أن مساحات شاسعة من تلك الغابات تم مصادرتها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وإعلانها مناطق عسكرية مغلقة وقواعد عسكرية، أو لبناء المستوطنات. ومن الأمثلة على ذلك جبل أبو غنيم الذي تم تدميره بالكامل وتحويل ما مساحته 22 ألف دونم منه إلى مستوطنة إسرائيلية.

لقد لعبت مناطق الغابات وبشكل متواصل دورا هاماً في حياة الشعب الفلسطيني. ومنذ العصور القديمة نشأت علاقة وثيقة بين الإنسان والغابات. وتعتبر الغابات الطبيعية والغابات المختلطة مفيدة جدا للسكان المحليين المجاورين للغابات في المناطق الفلسطينية. من هنا ينبغي أن تدار الغابات الفلسطينية بشكل جيد وان تتم حمايتها من جميع أشكال التدمير، لتستمر في تقديم المنتجات والخدمات الأساسية وحفظ التراث الطبيعي ولتكون ملاذا للمستجمين وللرحلات والمتنزهين كونها هي المواقع الطبيعية الوحيدة المتاحة للفلسطينيين للتمتع بالطبيعية.

كما وقام معهد أريج بوضع التوصيات للمحافظة على موارد الغابات والمحميات الطبيعية ومصادرها الحيوية، وتنفيذ ممارسات الإدارة المستدامة فيها، كلآتي:

الحفاظ على الأنواع في الغابات والمحميات الطبيعية وزيادة مساحة الغابات من خلال: حماية الموارد الوراثية فيها، توسيع مناطق الغابات وتعدد استخداماتها، دمج قيم التنوع الحيوي الزراعي للغابات في المناطق الحضرية، تشجيع الصناعات الزراعية والغابات الصديقة للبيئة والتحريج والرعي السليم. بالإضافة إلى تشجيع السياحة البيئية للغابات وللمحميات خاصة لطلاب المدارس والجامعات.

 تعزيز وتقوية الهيكل المؤسسي وبناء القدرات البشرية لإدارة موارد الغابات والمحميات الطبيعية.

 تطوير البنية التحتية وإدارة الغابات والخبرة في إدارة الغابات.

 الجرد والرصد والبحث العلمي في موارد الغابات والمحميات الطبيعية من أجل الحصول على المعلومات الأساسية لتخطيط المصادر الطبيعية وإدارتها بشكل سليم.

 تطوير الإطار التشريعي المناسب من أجل الإدارة المستدامة للمناطق الطبيعية وحماية أنواع النباتات فيها.

 زيادة وعي الجمهور والاستفادة من المعرفة المحلية.

 تطوير وزيادة التعاون الإقليمي والدولي في مجال المحافظة على الغابات.

 رصد الميزانيات المناسبة لتطوير وحماية الغابات والمحميات الطبيعية.
  

Brief Summary / English

In response to the Forest International Day, ARIJ produce a summary about Palestinian forests’ status highlighting the cultural, historical and biological valuation of Palestinian forest resources, the changes that took place on vegetation cover by area and type during the last 40 years, challenges that face this sector, and ARIJ recommendations for improving the forestry sector in Palestine.

ARIJ role in assessing, inventing and analyzing the status of forests from different aspects including the ecological, environmental, and cultural perspective is manifested in its extensive work in this field since at least 20 years. ARIJ has worked the last few years in surveying the number and taxonomic information of flowering plant species that inhabit the oPt (occupied Palestinian territory) including their ecological distribution, abundance, endemism and changes in status over 30 years of time. In addition, ARIJ is continuously inventing forest areas mainly in the southern and northern parts of the West Bank. Special website was created as an initial step in recording biological and ecological information about forests of the West Bank region (http://forestry.arij.org). Lately, a project funded by GEF/SGP (global Environment Facility) is implemented by ARIJ biodiversity team with the aim to establish a guide for the sustainable utilization and conservation of Palestinian forest resources in addition to rehabilitating two protected areas in the north and south of the West Bank: Al Qarin protected area in Hebron Governorate and um At Tut protected areas in Jenin Governorate where main walking corridors will be set in addition to the implementation of several interventions. These include; assessing the status of natural forest resources conservation and management programs, understanding forest utilization and its impact on targeted protected areas, creating a management plan for the target protected areas,

The program involves local communities including youth, women, men and students, in order to increase community level awareness regarding the sustainable utilization of natural resources. This will urge communities neighboring to the targeted protected sites to conserve the plant legacies of targeted forests. (More about the project go to (https://www.arij.org/latest-news/575-arij-inaugurates-project-palestinian-forests-sustainability-and-rehabilitation.html). This project was chosen by IUCN (International Union for Conservation of Nature) to become a learning project for its partners in Palestine. To facilitate the learning experience of the partners; two experts in the field of Protected Area Management, are going to visit ARIJ during April 2013 through IUCN to conduct a training workshop aimed at ARIJ premises and with field visits to the target protected areas. This workshop will generate knowledge and know how on best tools and methods to manage protected areas and to initiate an action plan for managing these areas.

ARIJ also studied the legal context of biodiversity protection and utilization in Palestine, where a focused report was published about his aspect in the status of Environment in the occupied Palestinian Territory: Human rights based approached in the year 2011.

A Palestinian Herbarium for wild Palestinian plant species and Palestinian flora database is hosted at ARIJ.